قال النبي صلى الله عليه وسلم " ماتواضع احد لله الارفعه الله"

رواه مسلم
ومعنى التواضع انكسار القلب لله وخفض جناح الذل والرحمة بعباده فلا يرى لنفسه فضل على أحد بل يرى الفضل عليه للناس عام.
وهذا خلُق إنما يعطيه الله عز وجل من يحبُّه ، ويكرمه ، ويقربه .


وفي قوله صلى الله عليه وسلم : "وما تواضع أحد لله" تنبيه على حسن القصد والإخلاص لله في تواضعه؛ لأن كثيراً من الناس قد يظهر التواضع للأغنياء ليصيب من دنياهم، أو للرؤساء لينال بسببهم مطلوبه.
وقد يظهر التواضع رياء وسمعة. وكل هذه أغراض فاسدة. لا ينفع العبد إلا التواضع لله تقرباً إليه. وطلباً لثوابه، وإحساناً إلى الخلق؛ فكمال الإحسان وروحه الإخلاص لله.

***** وورد فى السنة الشريفة
-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله أوحى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد ( رواه مسلم)
***وخلق التواضع خلق الأنبياء والصالحين
-فقد خرج رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى بئر ليغتسل ومعه سيدنا حذيفه بن اليمان فأمسك حذيفه بالثوب على رسول الله يستره به حتى يغتسل ثم قام حذيفه ليغتسل فقام رسول الله عليه بالثوب ليستره فقال حذيفه بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا تفعل فأبى رسول الله .
- أما عن تواضعه صلى الله عليه وسلم مع الخدم فقال سيدنا أنس خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ما قال لي لشيء فعلته لم فعلته ولا لشيء تركته لم تركته وكان إذا كلفنى بأمر ساعدني فيه 0
-أما عن تواضعه فى بيته فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها كان رسول الله فى بيته فى خدمه أهله يخيط ثيابه ويخصف نعله ويحلب شاته وكان يشترى بضاعته ويحملها . وكان إذا جلس بين صحابته لا يعرف من بينهم وكان يوسع لأصحابه فى مجلسه وربما أعطى أحدهم وسادته التي تحته ليجلس عليها ويدعوا أصحابه بأحب أسمائهم وكان أكثرهم تبسماً وأطيبهم نفساً
*****فالتواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس وينشر الترابط بينهم ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى سبحانه وتعالى
******والتواضع أنواع :
والتواضع يكون مع الله ومع رسوله ومع الخلق أجمعين فالمسلم يتواضع مع الله بأن يتقبل دينه ويخضع له سبحانه ولا يجادل ولا يعترض على أوامر الله برأيه أو هواه
ويتواضع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتمسك
بسنته وهديه، فيقتدي به في أدب وطاعة ودون مخالفة لأوامره ونواهيه
والمسلم يتواضع مع الخلق بألا يتكبر عليهم وأن يعرف حقوقهم ويؤديها إليهم مهما كانت درجتهم وأن يعود إلى الحق ويرضى به مهما كان مصدره

فالتواضع من اخلاق الانبياء والصحابة من بعدهم والعلماء الصالحين الى يوم الدين وهو من اسباب الرافعة والعزة وفى ترك التواضع وقوع التشاحن والبغى والتفاجر
ولنعلم ان الله وعد المتواضعين بأجر جزيل فى الآخرة فقد قال تعالى ( تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً فى الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين) (سورةالقصص83)

{وصلى الله عليه وسلم}


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق